English Website

موقع شغب

الإنتخابات وهم الحريّة

رابط النص على تيليغرام هنا
--------------

الصفحة الرئيسية

عن الموقع

المكتبة

معلومات التواصل


لماذا الإنتخابات وهم التغيير والحرية؟

الإنتخابات تصويت على السجّان
إنّ الإنتخابات تصويت على السجّان وليست تصويت للحصول على الحرية

إنّ سلطة الدولة فُرضت على الشعوب تاريخيًّا ولم تصدُر "من" الشعوب. تقوم الدولة بتعليل سلطتها وإضافة هالة من الشرعية حولها باستعمال عدّة وسائل:
- زرع الخوف في قلوب الشعوب من الفوضى في حال غياب الدولة وزرع الشكّ في قدرة الشعوب على تنظيم وحكم نفسها.
- استعمال النظام التعليمي والإعلام لتلقيم الشعوب على تطبيع الدولة وربط هويّة الأفراد بهويّة الدولة (الدعاية الوطنية)
- خلق عدو وهمي أحيانًا لتعليل القمع
- الإنتخابات في الدول الديمقراطية التي تُعطي وهم الخيار للمواطنين.

إنّ الإنتخابات وهم التغيير والحرية لعدّة أسباب:
- يستطيع الأغنياء فقط الترشّح أو الترشيح للإنتخابات والتكلّف بحملة إنتخابية تعطيهم فرصة الفوز لهم أو لمرشّحيهم. بالتالي، سيُحقّق الأغنياء مصالح الأغنياء في السلطة وستبقى مصالح الفقراء مهمّشة.
- لو كان لدى المرشّحين برامج إنتخابيّة وكان الناخبون مضطرّين إلى الإختيار بين برنامجين يوافقون على بنودهما، سيضطرّون حينئذٍ إلى المساومة على مبادئهم. إذًا لا تمثّل نتائج الانتخابات تطلّعات الناخبين.
- قد يخذل المرشّحين ناخبيهم بعد فوزهم بالانتخابات وسيضطرّ الناخبون إلى الإنتظار 4 إلى 6 سنوات تحت حكمٍ لم يوافقوا عليه ليختاروا مرشّحين آخرين. وبعد مرور تلك السنوات قد يخذل المرشحين الجدد الناخبين مجدّدًا.
- مقارنةً بالمشاركة المستمرّة بالحياة السياسية، تعمل الإنتخابات على حدّ المشاركة في الحياة السياسية بطقوس شكليّة لا تؤثّر بشكل جذري على حياة الناخبين. فهي تعمل على إقناع الناخبين بأنّهم أحرار لقدرتهم على التصويت مرّة كل 4 سنوات في حين أنّ المشاركة في الحياة السياسية يجب أن تكون شبه يوميّة ومباشرة من الشعب والمعنيّين. لو صوّتت الناخبة كل حياتها في الانتخابات النيابية والبلدية ستكون مشاركتها بالانتخابات محدودة بـ25 مرّة على مدى 60 سنة.
- تحمّل الإنتخابات الأفراد مسؤوليّة الفساد الذي سبّبته السلطة عبر تعييبهم لإختيار الطرف الآخر. لا يعني ذلك أن الأفراد لا يتحمّلون المسؤولية ولكن مسؤولية إسقاط السّلطة لا اختيار سُلطة أخرى.
- تؤكّد الإنتخابات على شرعيّة الدولة وتُعزّز شعور إنتماء الشعب للدولة. لا تستطيع الدول التي تنتقص حرية الشعوب ان تكون وسيلتهم للوصول للعدالة والحرية. الإنتخابات تعمل على وهم الشعوب بأنّها تصنع تغييرًا عبر طقوس الانتخابات الشكليّة. لا يمكن للشعب التصويت على إنهاء الدولة او تحقيق العدالة ولذلك ستبقى الدولة والانتخابات وسائل زائفة للتغيير. عندما يُدلي الناخبون بأصواتهم يشعرون أنّهم صنعوا سلطة جديدة دون الإدراك أنّهم سجناء الدولة والسلطة مهما كانت أصواتهم.
- غالبًا ما تبسّط الإنتخابات التصويت إلى خيار بين السيّئ والأسوأ. إن رفضتم التصويت، سيلومكم الليبيراليّون لعزوفكم عن التصويت ووصول "الأسوأ" إلى السلطة. في الحقيقة، الإختلاف بين "السيّئ" و"الأسوأ" إختلاف بسيط على أمور سطحيّة بينما يعمل المرشّحان لجهة الرأسماليين.

لذلك الإنتخابات وهم الحرية ووهم التغيير. لا يمكننا تحقيق أي تغيير باستعمال الأدوات التي يوفّرها لنا سجّانونا. الإنتخابات مقبرة الحركات الإجتماعية والعمّالية والثورية التي تموت عند أبواب الإنتخابات، فيصبح الثائرون مشغّلون للمكنات الإنتخابية التي تصنع الخضوع للنظام.